الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

ديوان 000 حبيبتى والليل





إهــداء

إلى كل من ...
عشق كلماتى ورددها
إلى كل من
سهر الليالى ورددها
إلى الصغيرتين
(ز) ، و (ف)
أهدى هذا العمل
المتواضعإدمان

أدمنت عشق الغانيات ولم أرَ
محبوبتى الغضبى تعانق غاضبا
عناق مشتاق ولوعة صابر
وقبلة صارت لأيّنا مذهبا
لم أغرها بالقرب إلا لبغية
لو أنها بالهجر تأتى فمرحبا
"مى" هى أم أنها الولادة
أم أن حظى أن ألوم وأعتبا
فلتنظرى إن كنتنى وتدبرى
كم كان بعدك للفؤاد تقربا
أستبيح الغدر إن بات النوى
يستنشد الآهات منى فيطربا
فيا ابنة العشرين حولا ترفقى
القلب يخشى أن يجيئ فيذهبا
"جنات " أنت أم بحق نارها
وأبو نواس بالقوافىّ أطربا
يا قلب فاعلم إن فتنت بحسنها
أذهبك عنى ولو أتيتنى تائبا
أصليك نارا تحرقنك راضيا
حتى أراك على البراءة غاضبا
قد عاقبتنا بالفراق لأننا
لم نرجو منها بعد ذلك مأربا
وأرقتنا حتى أبكت أعينا
كانت شبيبات فصارت شيبا
والذكريات الباقيات شواهد
إذ قلت لى : أن قد أظنك كاذبا
فلتهوها ما دمت تعرف سرها
أو فابتعد إن كنت تخشى عواقبا

الأماكن

البارحة000
وعند ناصية الهوى
وقفت أستجدى الزمن
ذكرى ليال غابرة
ذكرى حبيب غائب
ذكرى اندثار أماكني
فأماكني
غمرت بسحر عبيرها
ربوع الكون من أجل امرأ
وأماكنى000
بكل عطف شاهدت
عاشقيّن ِ تلاقيا
حيث الحياة الهادئة
حيث الهدوء بلا كدر
تعاهدا
، تدانيا
وتناديا
باسمين غير اسميهما
تهامسا
، تلامسا
وتقاربت
شفتاهما في قــــبلة
تواعدا
، تلاقيا
،تحاكيا
ناداها من حيث انتهى
محبوبتى000
كل الأماكن تشتهى
عبق السنين ورائحة الهوى
ليعيد ما سرق الزمن
أسمع الماضي يردد صرختي
فمدائنى000
عند السحاب بنيتها
رسمت فيها أماكني
فرأيتها
صحراءَ تبكى رمالها
محبوبتى000
كل الأماكن تشتهى
لون الورود وعطرها
ماء البحار وعمقها
كل الأماكن تشتهى
لون الغيوم ورائحة المطر
صوت الظلام أناء السحر
كل الأماكن خلتها
تعب السنين وأنات القدر
يا ويلها
يا ويلتى
هذى دموعي أغرقت
أحلامنا الحيرى ببحر عذابها
و دروبي العاريات تساءلت
همست إلى بحزنها
مرارة الشكوى ونار جوابها
محبوبتى
خدعتني فيكِ أماكني
وشاهدتني ديارُها
أدق باباً بعد باب أبتغي
ما يبتغيه العاشقون وغيرهم
أبكى وأبكى ثم أبكى غيابها
حتى أفيق فتحتويني أماكني
تضمد الجرح الذي
قد خلفته دموعنا00
فرجوعنا
ورجوعها بات شيئا يرتجى
فأماكنى000
تلك التي قد خنتها
قد فارقتْ سكانَها
تحجب الأضواء
عن دنيا الهوى وكأنها
حلم تحطم صرحه
محبوبتى
دعي الأماكن تذكرك
ثم اذكريني إذا وطئت أماكني
فهنا مكانك هاهنا
ذاك الفؤاد المستجير بصمته
من جلجلات الصمت حين هجرته
ودعى الأماكن تشتكى
ولتسمعي شكواها إن مرت بها
قدماك أو وقفت هنا
عند العيون الباكيات على الهوى
من بعيد البعد قد أبصرته
شيئا يذوب وينمحي
يبدده المكان ويندثر
بضحى سرابا بعد ما
غشي السريرة ما غشي
بعد عين صار ذكرى
صار خبرا بعد علم
صار بعد الغيم صحوا
ثم بعد الصحو مطرا
صار بعد الأمن خوفا
ثم بعد الخوف حذرا
هذا مكانٌ أعشقه
هذا مكان ذاب فىّ
بعد أن فجرت فيه
من دموع العشق نهرا
محبوبتى000
كل الأماكن والرؤى
كل الليالي الساهرة
عطر يضوع عبيره
تفوح رائحة الأماكن من دمى
فأماكنى000
تهواكِ يا امرأة قضت
بهدم أركاني ودحض إرادتي
محبوبتى00
كل الأماكن والرؤى
دعت خطاك الضائعات لتهتدي
أي الأماكن قد رأت ؟
حبا وميلا ثم صدا موجعا
محبوبتى000
كُفى
عن التحديق في وجه القمر
كُفى عن التغريد
كُفى عن السهر
فأماكنى0000
عادت تساءل نفسها
هل أَحبك يا ترى؟
ذلك الوغدُ الذي
قد توهم وقتها
أنَّ قلبك يعشقه
أن حبلا حول جيده يخنقه
أن أشواقا تهدد مأمنه
تحتويه فيستقر بداخله
كل الذي شاءت عيونك أن يرى
أن يكون لناظريه مقاصدَ
يشكو كما تشكو الأماكن لوعة
مرارة الأيام تترك غصة
في حلق ماضيها وحلق كليهما
تشكو الأماكن حزنها
والبقايا الباقيات من الزمن
الوهم

حلم بات يؤرق نفسي
يعبث ببقايا الأشياء
وبدأ الشيب يدب برأسي
ويدنو الموت على استحياء
فيهد دعامات كياني
ويفند أحلام البسطاء
وها قد جاء بأتراحي
فأحال الدم بجسدي لماء
أقبل صوب طريق نجاتي
طريدا تقذفه الأنواء
يغنى قليلا من شعري
ويرسم فوق سمائي سماء
قد ضاق الصدر بأسراري
كضيق الموج بحمل الماء
أبتاع الوهم بأحلامي
أتقطع أشلاء أشلاء
وتغدو الريح بما أ رنو
وأموت بجرحى صبح مساء

أمنية

هل تلك أمنيتي أنا ؟
أم ذاك ما كتب القدر
أن أستعيد سعادتي
فسعادتي
لما أتت محبوبتى
وتبسمت تلك اللما
أو كلما
ألقت إلىّ بعشقها
قدرا أضاع هويتي
قدرا أضل سفينتى
لدى بحار أعرفها
ولا شواطئ تعرفني
بالمجد موعود فقم
انهض وردد أغنيتي
وعد إلىّ بما مضى
أعد إلىّ بقيتي
وحكاية قد صغتها
قد لاتعى تفاصيلها
أو تدرى أين نهايتي
فطف ببحر عنادها
أصلح خراب سفينتي


أنا وغزة

نعـــم قوضت ممـــــلكتي
نعـــم حطـمت تيــــجانى
ولـــم أصـبح لها مـــــلكا
أحـب الناس عصــــيانى
نعـــم أغـــرقت مركبتى
نعـــم أعدمت قبــــطانى
أرى الأحــزان قــــيثارا
تغـــــنى الآن ألحـــــانى
وأن الصمت لى وطـــن
بدفٍ فـــيه أغــــــــرانى
أحـــس بدفــــئه ثلــــــجا
يملأ جـــوف شـــــريانى
فإن كــذبت لامـــــــنجى
وســوء الحــــظ أردانى
وإن صدقت لن يجـــدى
أن عــرفت من الجـانى
وإن صحـــت فيا تعسا
لمــــن كانت لتــــــهوانى
لمـــن جاءت لتقـــهرنى
وتحـفر بئر أحــــــــزانى
وتســـلب منى حـــريتى
وتسكن أرض أوطــــانى
فــــــلا تأسَ يا وطـــنى
فأنا وغـــــزةُ اثنــــان
ِسنظلــــم ليل مغتصـبك
ونقـــتل كــل خـــوان ِ


أنات .. عربية

لاتعبثى بأصــــابعى
يا باقــــة زهـــــر برية
فتـلـك ..تــلك أنامـــــلى
تعـــــزف ألحانا غجرية
تكتب أشعارا وحـــــكايا
كسبائك عشــــق ٍ ذهبية
وتلك أنامـــل فــــــــنان ٍ
ينحت أصــــناما شمعية
فأنت فـــــراتى ودجلتى
وآيات الله الكـــــــــونية
عـبق وأريــج وتاريـــخ
وقصائد شــــــعر غزلية
هـــذى عـــراقيا ها هي
قلــــــم ودواة وقضــــية
هذى عـــــــراقى أنا بها
ثمــة أفكــــار ٍ ثــــورية
فتخـــيلينى لحــــــــيظة
بوح الأحــلام الـــوردية
لأنك عـــتقى وحـــريتى
داخل أوراق ٍ منســــــية
أهجو الأضــواء بلا لغة
فأصير هامـــات محــنية
أو خصــــلة شـعر تتدلى
تـــــنذر بحــــروب أبدية
وتبوح بســــر خطــيئتها
تلعن أزمــــان الوطـــنية
تتوعد أمصـــار الدنيــــا
مــن خلف قــناع الحرية
فأفتح عيني َّ صـــــــباحا
أقرأ في الصحف اليومية
أخبار الغضب المترامـى
وضـــــــجيج قنابل ذرية
تترى يصــــاحبها الدمع
يكتب بحـــــروف عربية
أحزان القـــــدس قضيتنا
وحــــكاية عــــشق أزلية
وســــجونا تصنع معجزة
وتوارى الجدر الصخرية
أســــرارا تدفن في قلــبى
كُرهَ الأفعــال الوحــــشية
فنمــــشى دروبا تعـــرفنا
تغتال بذور الوطــــــــنية
وأراها وجــــوها أعرفها
تحمل أحزان البشـــــرية
مأساة القدس وحـــــيرتها
أرضا وتاريخا وضــحية
وطريقا يكره ُ خــطواتى
في عــــشق فتاة قدســـية
كانت ستصـــــــير بقايايا
إن كانت للعمــــــــر بقية





أنشودة ألم

امسكوه فغلوه
وفى قيود طولها
سبعون مترا فاسلكوه
اقتلوه أو اصلبوه
ثم أشعلوا من حقدكم
تحت الصليب له نارا
مزقوه وقطعوا شرايينه
وعذبوه لأنه
قد كان ضد نظامكم
فاتبعوه شهابكم
ينزع من صدره أسرارا
جسوا في عينيه أبعاد الهوى
وراقبوه إذا انزوى
فإنه في لحظة
كالظلمة ينجب ؟أشباحا
كالمزن يساقط أمطارا
عذبوه لأنه
في نفسه يحمل أوجاعا
يدس بقلبه أحزانا
يحمل في رأسه أفكارا
مزقوه لأنه
خطف الأميرة عامدا
وظل عمره جامدا
يتأمل وجه حبيبته
يكتب في سحره أشعارا
بمسودات قصائده
ناداها حيث تقوقعت
أشار إليها مخاطبا
أنت الأميرة وحدها
أنت الحقيقة عارية
في لون وجه صغيرتي
هاهم جنود مذلتي
هاهم طوابير العسس
يحاصرون مدينتي
قصفوا حصوني وقلعتي
هدموا السدود وحطموا الأسوار
طاردوني لأنني
أحمل في قلبي ما أحمل
أحمل في رأسي أفكارا
الآن يساورني القلق
والشك فيك معذبي
فهما جنود حراستك
هما حدود إمارتك
لكن قلبك هاهنا
ولقد خيرته فاختارَ
أن يصبح قرطا في أذنك
أن يصبح تاجا وسوارا
وإليك كانت لهفتي
فيك كانت حيرتي
نعم 00 فأنت أميرتي
وحبك يشبه إعصارا
أبصرتك شكا يقتلني
أحسسته لهيبا يحرقني
فأهرب منك إلى نفسي
وفيك أبحث عن وطنْ
دعيني أداعب أخيلتك
ودعي أهوالك لي وحدي
لا تحزني 000 لاتقلقى
بل أرجأى كل التهم
حتى أنال تحرري
فأنا متهم بالعشق
أحمل في قلبي أحزانا
أحمل في رأسي أفكارا
واحتكم الأمر لأن أطرق
باب الكهان لكي أسأل
عن ضياع هويتى
قال الكاهن يا ولدى
هذى الأميرة قد باتت
تكتم أسرار حكايتها
فاترك أفكارك تنمحي
في عندها واخضع إذن
مادمت تخطب ودها
مجنون أنت بعينيها
ثوري أهتف إن شاءت
ويصير جنونىّ إعصارا
أكتب إن شاءت بدموع
أنات جنونك أشعارا
أوجاع البسر

عد إلى 0000
قلبي ودربي 00 أو ارتحل
طف
بساحات المنايا وابتهل
عد كما كنا
بمرود الأحلام كنا نكتحل
مزق خيوط الصبر وابتلع الأسى
فهو ليس بغادر
وليس فيه لدى الغروب ضحية
أشياؤنا تلهو بنا
عبثا تدس الموت بين ضلوعنا
وجموعنا محشودة
لتحجب الأفراح عن أزماننا
أبداننا سقطت بنا
من حيث أغرانا الدخول لقلبها
وولجت فيه فلا أجد
غير الغواية والخطأ
وبقايا أم أجهضت
ماتت ونبرة صوتها
خلف الحياة تقول لي
سلب الطغاة براءتي
ولم يواروا سوءتي
أحذر فهم في مأمن
لكنهم
في طرفة
قد حاصرتني جيوشهم
وكبلوني وصاحوا بي
اسجد لنا
واشهد بأنّا
فوق رأسك أمة
أحبها الطغيان وارتقى عرشها
نرى الحقيقة واضحة
كانكسار الضوء فوق جباهنا
لامنطقيا أن نرى
تلك الحقيقة عارية
وليس ذنبا أن نجد
كل الحقائق خاوية
تحار فيها متى أردت بداية
بحدسك المختل حين توهمتْ
أفكارك الحمقى بأنك حاكم
فتسلطت
وتحكمت فينا الرؤى
وتفاقمت أوجاع نفسك كلما
هيأت نفسك عامدا متعمدا
لترى بنا
جميع أوجاع البشر





4 - تمهلي

تمهلي
أرجوك لا تتعجلي
أرجو العدالة مسبقا
وقبل أي تعجل
تمهلي
امنحيني سويعة
ودعيني أثور على زمني
أرتع في حقل طفولته
أزرع في صدره أحقادي
وأمارس فيه صفاقاتى
ألقى بهمومي على كتفه
وأريه صكوك هويتنا
فدعيني
أخط عباراتي
هذى هي
هذا أنا
هذى طفولة عشقنا
فدعيني أريه حماقاتي
دعيني أردد في صمت
نعيب طيور جارحة
وصوت خربشة القلم
فوق سطور وريقاتي
فهناك تكمن أحرفها
هناك ترقص أغنيتي
وهناك ترقد مأساتي
أرجوك لا تتعجلى
----------
ما عدت لأبكى ولا عادت
نيران الشوق تحرقني
وبقايا النوم تؤرقني
فهيا تعالى صغيرتي
امش ِ فوق رؤسهم
ودوسي فوق قصائدي
فعند بزوغ أهلتنا
قد تصحو عقول آفنة
هناك فوق المئذنة
فوق الجبال العالية
سيجلجل صوتك معلنا
قدوم أسراب العسس
يعلو الصياح ويرتفع
وأنا مشغول بصلاتي
وأنا أتعبد في وجهك
وأردد فيه شعاراتي
ليست لدى محاور
وتصورات فاعلة
ليست لدينا مدائن
أو حدود فاصلة
فنحن قوم نؤتجر
كاذبون ومرتشون
مبعدون عن الحقيقة ربما
وربما قبل النهاية ننتحر
فنحن قوم كالغجر
نطوى الفيافي بعيرنا
نهيم فيها كغيرنا
وبالخيانة نشتهر
نغتال كل صبية
في عامها الثاني عشر
ولسنا فيها كغيرنا
نبتاع كل رذيلة
وغذاؤنا لحم البشر
فكوني منى على حذر
فنحن قوم كالغجر
نعشق رمضاء صحارينا
وبيوتا بنيت بالوبر
وحكمة مجنونة
قد أتعبتى دروسها
فهل أتاك حبيبتي
قلب معنىً يسألك ؟
وهل ارتضيت جنونه؟
أ أسعدتك شقاوته؟
وهل قرأت قصائدا
بالأمس كنتِ عروسها
توجت فيها مليكة
وأراكِ تأبين الرحلة
فكوني الآن كما شئت
ودعينى أقص حكاياتي
وأعيد الماضي إلى الآتي
أخلط بدمائك أتربتى
فأنا وأنت وبعضهم
أمسينا ذنوبا وخطايا
أصبحنا وغودا وبغايا
فدعى الفضيحة تنتشر
بين الربوع تجولي
ونددي بمفاسدي
أودقى أجراس الخطر
لا تأمنى مكري غدا
فلا رعود بلا مطر
لا تأمنى 00لاتأمنى
فالغدر شئ منتظر
فنحن قوم نؤتجر
نبتاع كل رذيلة
وغذاؤنا لحم البشر
في قلبنا
في حزننا
مقبورة أحلامنا
في رأسنا
وعقولنا
محبوسة أفكارنا
فوق الرمال تساقطت
عبراتنا مثل الندى
وعلى التراب تناثرت
أشلاؤنا مثل الذرا
لكنني بك واثق
متأكد أنا من غد
قد لا يجيء وإن أتى
يجيء غير مهيأ
لا يبقى فينا ولا يذر
يحمل عنوان قضيتي
يدس سر نهايتي
فربما كان القضاء
وربما كان القدر

حبيبتي والليل

أبكيها ما ضحك الزمان فكلما
فرح الزمان أرى الفؤاد قد اكتوى
كانت أنا وانأ الذي ما كنتها
وكرهتها كُره الفؤاد إذا خوي
رهنٌ لها وقفٌ عليها مشاعري
ودمى الذي اختلطت به لما ضوى
حيرى دموعي لا تسيل ولا تجف
وليرتجف قلب هوى حتى هوى
سئمت كتمان النساء لضعفهن
متى يملن إلى الخضوع وما أوى
ظَمِئٌ أنا والماء يجرى أماميا
هل لي بصاع من زلال ما روى
ضاقت بعيني ما سلكت من السبل
وتضاءل المرجو منها وقد ذوى
يا أيها البدر الذي عانقتها
والحسن كان بوجهها حقا سُوى
أنزلتني بالقلب منزل عاشق
وأنلتني شرفا رفيع المستوى
يا أيها الخصم العنيد وقاتلي
ناوشتني شغفا وبددت القوى
فحبيبتي والليل حين تآمرا
وتمنيا حرق الفؤاد متى جوى
لكنه قبل التحدي قانعا
وما استكان إلى الخداع وما انزوى
أوليتها قلبا عفيفا طاهرا
فإذا بها تولينني طول النوى
واخترتها من بين ألفى امرأة
حقا وما ضل الفؤاد وما غوى
فعلمتني بغير نطق ٍ درسها
ذاك الذي بنيرانه القلب اكتوى
أعلنتها يوما وقلت صراحة
إني أحب وأنني أشكو الجوى
طوع اليمين وما تقر مشاعري
فتبا لما أسموه يوما بالهوى

دعيني أحبك

أدركت عيونك في شوق
فوهنت وتعب الترتيل
فدعيني أحبك ما نظمت
في شعر الحب تفاعيل
ودعيني أحبك ما نسبت
لجنون العشق أباطيل
ودعيني أحبك ما غاصت
في بحر الهجر أساطيل
ودعيني أحبك ما ابتلت
بدموع العشق مناديل
ودعيني أحبك ما قيلت
من أجل الحب تباتيل
وتركت ظنونك فأنارت
آفاق الكون قناديل
وعنائي بحبك قد يبدو
في عرف الأشواق دليل
شكرا لكم

شكرا لكم
شكرا لكم
الآن نحن جياعكم
شكرا لكم
لأنكم شملتمونا بعطفكم
على أنكم لم تأكلوا أرزاقنا
لم تفقئوا أحداقنا
ونساؤنا لم تغتصب
شكرا لكم
أغرقتمونا في وفير نعيمكم
ورزقتمونا بغير كد أو تعب
عز لكم ، عز لكم
شرف عظيم أننا
صرنا عبيدا نؤتمر
صرنا شخوصا من خشب
مارسوا الإذلال فينا
ضعوا صنوف ضغوطكم
فلقد خلقنا لأجلكم
شكرا لكم
لأن الفقر يعلمنا
أن نسرق قوت عيالنا
من بقايا عيالكم
باركونا
ودوسوا فوق رءوسنا ف
رءوسنا كالأرض تحت نعالكم
إن تشترونا بمالكم
كبرت خراف قطيعنا
لتكون طعم ذئابكم
فكل قوانا تبددت
وما نشاء بحولكم
الآن صرنا بغالكم
غلماننا 00خصياننا
ونساؤنا موقوفة لفحولكم
شكرا لكم يا سادتي
الظلم شل إرادتي
الدمع بل وسادتي
ورق قلبي لحالكم
لقد احتملتم سوءنا
صرنا على أكتافكم
عبئا يكدر حالكم
وظلام ليل كآبتي
قد أحاط بليلكم
طوبى لكم
على أنكم
سامحتمونا لأننا
أكلنا لحم ذئابكم
وخلعنا أنياب الأسد
سامحتمونا لأننا
رضينا منكم ذلنا
بغير حصر أو عدد
ليرد ربى صنيعكم
بالخير في أنجالكم
شكرا لكم
على أنكم كنتم لنا
دفء الليالي المعتمة
وكؤوس خمر مؤلمة
شكرا لكم على أنكم
قد خدعتم مريم
أو قتلتم فاطمة
وأدرتمونا بسحركم
في دوائر محكمة
والحال صار كحالكم
فارحمونا
دام فينا عزكم
سامحونا وضمدوا
فينا وجيعة جرحكم
ثم عودوا واهتفوا
ودوسوا فوق رقابنا
الآن صرنا عبيدكم
ومالنا من مهرب
من حالنا إلا لكم
شكرا لكم



شكوى

وإذا المساء بداخلى يشكو الجوى
كــأن نــارا داعـــبته فأحـــرقا
أونجــمتان احـــتلتا وجـــه السما
تتعانقان فـترعــدان وتبرقــــا
أو قطعة مــن لؤلؤ قــد أخـــرجت
من قاعها والمــــاء فوقــها رُتقا
لا اللــــيل إن عز الصديق مؤانس
ولا الصــبح إن حان اللقاء تصدقا
فهــل لهـــذا الــليل عــندك منتهى
وهل يعــود الصــــبح إن عز اللقا
أقســــم بأني مــذ عشــقتك لـــم أرَ
تيها سوى العـــينين تلك وملــتقى
فــما عــشق الذي عــرف الــهوى
إن لــم يراني مســـهدا ومؤرقـــــا
فشريعة العــــشاق دومــــا تقتضى
أن يقــسم الطــــرفان ألا ينـــــطقا
أترانى إن ما كبلـــــتنى بعــــشقها
أعــود ألهـــــو وأســـتزيد تعـــلقا
ممن أحـــب تنال عيــــنى نظــــــرة
فالحـــــب صبح من ظـــلام أشــرقا
فرهافة الإحساس قد تمـــــنى الفتى
بمكـارة تنهاه ألا يعــــشقا
وهذى ليلى حــــــــين جاءني ردها
خاست بوعدي وحرمتني المــنطقا
فجن عقلــــي من تذكـر ما مــــضى
من فرط حزنى ومن تراتيل الشــقا
ومن سهام الغدر حيــــــنما صـوبت
إلى القلــبين حــتى تفــرقا
لكنــها لمـــا استــــجبت لعــــــشقها
لا أســـعدتني ولا الســـهاد تفـــــرق
وكـافتراس الأُسـْــــد كان مـــــرادها
نصــرا أكـــيدا بالخــداع تآنـققا
أو كالشــــعاب النافــرات شرورها
كم أغـرقت تحـت المــياه زوارقا
يا ويح قلبي إن تمخــض ثغـرها
عن لفظة وأرى المـــراد تحـــــققا


عام جديد

لتسافري
عبر الفضاء بلا هدف
أو سافري
حيث الحقيقة والكذب
حيث الأماني الضائعة
برؤى زمان قد يأس
أو سافري
حيث اللقاء المنتظر
وجددي العهد الذي في غفلة
عبثت به الآمال يوما عندما
تلقفته الريح وقت هبوبها
وغدت به
الأمطار وقت هطولها
كتلكم الأحلام باتت ها هنا
مسخا
تئن له النفوس الغاضبة
تنعى قلوبا خائفة
في زمان قد يأس
لتسافري
عبر الحياة ورددي
أنشودة العشق التي من يأسها
هبطت على تلك القلوب الجامدة
ودقي أجراس النوى
قدمي الأزهار جدُ هدية
في طي عام قد مضى
يليه عام قد بدأ
ترويض نفس يائسة
في ظل زمان قد يأس

في غرفة الموت البطء

إن وإنك سيدتي
خلف الحقيقة نختبئ
يعترينا الرعب إن مرت هنا
خلف الجدران الورقية
الداء يلم بجسدينا
والموت يراود نفسينا
والدمع يحاصر أحداقي
والضوء يداعب مرآتي
عفوا سيدتي ومولاتي
لن أبرح أدخنة التبغ
لن أهجر فنجان القهوة
فذلك تبغ أمريكي
والقهوة بنٌ برازيلي
ودجاج ٌ مطهو كما شاءوا
بطريقة عمك كنتاكى
فحياتنا لم تصبح خطرا
وقد أظهرت تفاصيلي
كلمات تأتى كما أرجو
ألفاظها أركان قضية
كانت في الماضي
وفى الآتي
عفوا سيدتي ومولاتي
لن أبرح حانات السكر
لن أهجر أقداح الخمر
لن أبعد عنك وعن وطني
أو أترك أرضى في ذل
لن أقبل غيرك سيدة
فأنا وأنت وأوطاني
خلف الجدران على موعد
عند السجان سنتلاقى
في موعد لن نخلفه
ليتك سيدتي ما عدت ِ
وزرعت الشك بقلبينا
ليتك ما عدت ِ لتحملني
أخزان الكون إلى شر
هل بعد العودة من خير
إلينا يزف مآسينا
بالخوف يعود إلى أرضى
وأهاتي وألمي وما يبقى
لينغص صفو ضمائرنا
يبدأ بحماية جلاد
يغتال بسيفه حريتي
يحتل كياني وأوطاني
فيقوض صنع ملائكتي
أو يعلى بناء الشيطان
-------
عفوا سيدتي ومولاتي
قد يبدو جنوني مقبولا
فشعري وخربشة القلم
سوط الجلاد ومشنقته
وقرع أقدام العسس
خلف الجدران الورقية
في غرفة موت يتباطأ
أخشى الأحلام وبهجتها
وأخاف بحق سيدتي
آهاتي وألمى وأناتي
أشياء ليست تعنيهم
لا أحمل كُرها للآخر
لكن الآخر يكرهني
يكره أن أبقى على قيمي
وأردد غث أغانيهم
أن أرقص طربا أو ألما
أشياء ليست تعنيهم
عفوا
سيدتي
ومولاتي
فالحاضر أشبه بالآتي


قراءات في سفر الموتى

خلف الأقنعة تقاسيم
ووجوه تعرب إن دلت
عن معنى سراب يخدعنا
وأظافر تنحت من حجر
تمثالا يوشك أن يسقط
في أيدي عباقرة الفوضى
ليحيا الآن بلا مأوى
أو خِرق ٍ تستر عورته
يقود العالم في جهل
نحو الأقدار الحتمية
ويسوق معان ٍ تتأتى
تمر بصفحات شتى
لفصول من سفر الموتى
------
في سفر الموتى أنا سطر
في حان العشق تراتيل
في وقت الحرب تنابلة
في وقت النطق تماثيل
إن ألقوا الدرس فلاسفة
في درب العشق مخابيل
باكون فوق قبورهم
ويموت الشوق لموتهم
كموات العشق بنهديك
أو لون الدمع متى يجرى
كرسوم الوشم بكفيك
كبكاء الضحك بشفتيك
قلبك موسوعة أحزان
جثمانك مرتع أوجاع
تختال بأغوار شتى
وسطور من سفر الموتى
شيئا فشيئا تبتعد
عبثا أحاول لمسها
شيئا فشيئا تتدانى
عبثا أحاول وأحاول
نتجاذب أطرف حكايةْ
نتطارح أفكاراً بلهي
نتجاوز منطقة الحذر
لذكريات قد تبقى
عبر الأزمان بخاطري
تبقى رهينة معبدي
منذ التقينا بلا موعد
وكأننا لم نلتق ِ
منذ العصور الحجرية
ومنذ عهود منسية
أرجوك ِ لا تبقىْ هنا
خذي الحقيقة وارحلي
خذي الحياة وضدها
هذى الحقيقة مطلقة
حملت أراءً مقلقة
صنعت عقولا مغلقة
أمست فؤسى ومعولي
فمنذ الآن تعلمي
متى تكوني حبيبتي
وكيف أكون أنا الذي
أسقط من قمة أحزانى
كنصف إنسان أنا
أشتاق لأحرفها الستة
لفصل من سفر الموتى
أتألم من تعب الرحلة
ومن عينين كبدرين
وقبلة على الشفتين
يوما ما : كانت سهلة
كنصف إنسان أنا
عاجز عن عشقها
وعشق عيون تتوارى
كانت أنا .. وأنا هي
لكننا لم .. نلتق ِ
قطتي

في دهشة من أمرها
أراني ألمح ظلها
أراني أرسم طيفها
فستانها وحجابها
يلمعان بنورها
قد كانا بلون حذائها
إذ استجبت لدهشتي
نادينها
في ذات يوم " قطتي "
أودعتها
يوما جزيل محبتي
ولأجلها
بلسمت ما ترك الجوى
ورضيت منها بنظرة
لكنها
عادت فخانت نظرتي
أواه منك يا قطتي
أأنثى ذئب ما أرى ؟
أم ما أرى
بقايا ماض عاشنى
وغاب عنى البارحة
وما تدارك حيرتي
وسماحة الوجه الندى
أتجرع الذكرى بها
في كأس خمر قاسية
نشوان أزهو بلذتي
للناس أعلن أننا
للحب فينا موثق
رحلت وخانت موثقي
ثم عادت من زمنْ
يمناها تسحب طفلة
فسألتها
ردت بضيق00" منتي "



كائنات أخرى لا تعرف الحب

نامي على كتفي كطــــفل متـــــعب
نامي على فُرش ِ البراءة وانعــــمي
في مرتع الأشواق أجـــمل من رأت
عيني فغطى في السعادة واحــــلمي
فأنت . أنت وإن ســـــببت ِ لي عللا
ترمى إلىَّ بمــر الفــعل والكـــلم
وقد نســيت عهـــودا كـــنتها ولهاً
صبا أتاك ِ عنـــيدا غــــير منتــقم
أشكو عذابي لمن جاءت ومن ذهبت
ليروا بأني خسيس الطــبع والشــيم
أعشقْ سواك ِ ألـــــوفا أنت واحدهم
والألف هــذا .. ليس بالـرقم
لله درك فيــــما قــــد وصـفت ِ به
همس القوافى وحزن الشدو والنغم
وشــاقنى للشـــوق ألــف تشــوق ٍ
لأن أراك ِ بلا ضـــعف ٍ بلا ســـقم
فإن أتيت ِ على رحــــب وفى سعة
وإن ذهبت ِ فحال الطير والبـــــهم
تبكى الزهور إذا صـــارت بمقربة
وعلى الجدار خيال غير محـــــتكم
والشعر أنت حروف غــير منتظمة
يخبو الشباب وتبقى لوعـــتى بدمى
أنت المراد وأنت القصـــــد والأمل
قلبٌ يئن ودمـــــع الشعــر في قلمي
أهوى الحريم ككل الناس من حولى
وإليك أنت شعـــــــور شـــبه منعدم


لا تعــــــتذر

هاتفتها والشوق يحــرق مهجــتى
أجابتنى مهلا يا معذب وانتـــــظر
أيناكى بل أين الذى يدعى الهـــوى
فى عرف أهل العشق أرباب السهر
فتضاحكت حَزَنا وقالت فى أســـى
اليوم عدت ؟ اليوم أنهــــيت السفر
لاتعــــــتذر.... أنا لا أريد مــبررا
فلتنـــسنى أجـــدر بألا تعـــــــتذر
هل خِلت أنى رغم عشـــقك باقية؟
أم خِلتنى رغــــم البــعاد سأنتـظر
وقد اتخذت من الرحــــيل زريعة
تخفى بها عنت الحبيب لدى البشر
أواه من وجـــــع الفــراق إذا ابتـدا
داء عضــال فى الجـوارح يــنتشر
أشقــــيتنى بالــوهم حـــتى أتيــتنى
تُراكَ جئت لتبدى ما أخــفى القــدر
وسقيتنى كأس المـــــذلة راضـــيا
فرحا بها ولـــدى لا تجدى الــنذر
وسألتنى بعــــد القطــيعة هـــــل أنا
ذاك الذى نقض العهود وقد غـــدر
هذا أنا ما شــــئت فأفـــعل إنــنى
لن أحــتمى بعد الخــــيانة بالحــذر
لاتعــــتذر إذ لابديل عـــن الـــــندم
فالشوق غــادر والحنين قد انتــحر
ولا بديلا عن دمــــــوع أذرفـــــت
فلهيب غدرك بالفـــؤاد قد استـــعر
لا تعتذر فاليوم لا يجـــدى الأسف
ولتعـــتذر ما شــئت أو لا تعــــتذر
فهديتى عند الرجــوع فــها هــى
اســـمع إليها لعـــل ذنبك يغــــتفر
فـــإذا بصـوت منــكر لــبروده
يقــول لى أنا العـريس المنـــتظر


لقاء

قابلتها وفى يديها دفاتر
فأذهلتني وقد بدت لي ناعمة
نعومة التفاح والزهر الذى
لا يستطيع مع النسيم مقاومة
طفقت تقلب دفترا في نظرة
جرفتنى وجدا كالسيول العارمة
كانت تحس بأنني لا أبتغى
عنها بديلا فى سنينى القادمة
إلى جوارى تسكنين لكننا
لا زلنا نبعد كالزوايا القائمة
تعالى هيا وذوبى الآن فى حضنى
وإن سألت ِ : نعم أحبك (......)
وفى هواك ِ رأيت دوما ما يُرى
زنابق تبكى أو أو ورودا حالمة
فأنت لى مثل الدروب الضائعة
وبقايا نجم فى سماء غائمة
وأنت ، أنت الدهر يغمره العجب
فالشك أنت ولست أنت بواهمة
الوجه بدر فى ثنايا طريقنا
قبس لنا يمحو الليالى المظلمة
هل كل هذا الحسن يسكن حيِّنا ؟
وهل يعدنى اليوم حسن الخاتمة
أسراك ِ هاهم واحدٌ يلى واحدا
ترينَّهم مثل الخيول السائمة
رسمتِ فوق جبينهم كل الأسى
ووجوههم ظلت بيأسها واجمة
فمارسي حقا أتتك ِ به السما
أوكونى رغم الحق أنت الراحمة
فغرورك المجنون يقلق راحتى
وغدا يندد بى كنفس لائمة
يا ذل نفسى إن يخاصمها الهوى
تعود لى وتظل عمرها ناقمة
قالت " أحبك " فى ثوان ٍ واختفت
وكأنها كانت لقولها نادمة
إن كنت ِ حقا تملكين فؤاديا
فدعيه فى تلك العيون الظالمة
فهيامى فيها لا يقاس له مدى
بحر ترى أمواجه المتراطمة
ثم استدارت وهى تنظر جانبا
خجلا وكانت فى وداعها باسمة
مرثية الطفل المسيح

قربانكم فى عيدكم
جسدى المعطر فاغسلوا
دنس الحقيقة بالندم
فجروا
نهرين من ماء ودم
هيا كلوا
هذا العشاء بصحبتى
فاليوم ، يوم حسابكم
هللوا وتبتلوا وتصايحوا
فاليوم يوم وداعكم
اليوم إعصار يهد مدائنى
وتهب فيكم ألف ريح
فأنا بشارة ربكم
أنا ابن مريم
والمسيح
فلن أخاف صليبكم
جسدى المهان أمامكم
ذاك الذى
ممشوق فوق صليبكم
كان الخلاص لذنبكم
أوثقوا قدمىّ فى
ثبتوا كفى فى
صهو الصليب فإننى
ما عدت أخشى صليبكم
أو جندوا تحت الصليب حراسة
وهدإوا تلك النفوس الثائرة
فهذه العذراء تركض هادئة
والمجدلية حائرة
وتساءل الليل الدجى إلى متى ؟
ومتى تفيق الناصرة
وتزيل عن قدسيتى
دنس الأيادى العاهرة
فأنا مسيح إلهكم
فى القدس
فى بغداد أو بالقاهرة
لن أصرخ
أو أصيح
فأنا فداء زمانكم
هذا الغبى
إذ لا نبى
بعد النبى محمد قد يأتكم
لن أحيى فيكم ميتا
لن أشفى فيكم أبرصا
ولن أصلى لأجلكم
فتيهوا بين نفوسكم
ثم املأوا الكون الفسيح
وناموا تحت جداركم
وقبلوا تُرب الضريح
وحائط المبكى الذى
تذرفون الدمع فى جنباته
وأنا أضحى لأجلكم






الفجر الصبوح

عانقتني
فاحتوتها مشاعري
صرخت :
تمهل يا فتى
خاطبتها في لهفة
بالأمس كنت جميلة
كالبدر حين تمامه
بالأمس جلت بخاطري
بالأمس كنت حكايةً
أباحوا فيها خديعتي
أباحوا فيها تآمري
وقفوا جميعا هاهنا
حاصرتني عيونهم
ذبحوا على 000
جسر الدموع قصائدي
بل أجهضوا
الفجر الصبوح بغِلِهم
كاذبون لأنهم
يزيفون مشاعري
مخادعون لأنهم
دسوك بين دفاتري
أخفوك في حضن الورق
رسموك ماض ينطوي
وبقايا قلب يحترق
وأسمعوك على الملأ
كلمات حقد تافهة
مخادعون
تآمروا
مراوغون تحايلوا
ليبعدوك ِ وربما
كان البعاد لحكمة
كارهون تحايلوا
حتى يفرقوا بيننا
وفى بعادك لم أجدْ
غير الحنين مؤانسا
غير الأنين مواسيا
غير الظنون مراسيا
وخلف الأسوار حكاية

نامت واشنطن يا فتى
تركتك تمجد سجانك
تركتك تساءل من ترى
أي عهد ما أرى ؟
أي ذنب بعد ذلك مفترى ؟
أي عهد كُممت فيه الشفاه ؟
أُغمضت في العيون
وأنت وحدك يا فتى
تحتل ظلمات الدجى
إذ كان قولك يا فتى
زمان حلمك قد أتى
------
نامت واشنطن يا بطل
خمس أعوام هنا
وخمس بقرات تلدْ
كل عام ألف ثوْر
ألف ألف من تنابلة الهوى
يسرقون النار علك تصطلي
دفئا تريد وليس لكْ
من صقيعه مدفأة
أو مرتعا ترنو له
فالدفء ولى هاربا
وزمان عجزك قد أتى
نامت واشنطن يا فتى

ورق التوت

كوريقات التوت أهوى
من صرير رياحها
من دماء جراحها
من سكون الليل في وقت الغلس
من ملائكة السماء تجره
عبدا لها
ولعشقها
أسير محراب الجمال بعينها
يرضع الأحزان من ثدى الجوى
متجدد
لون الحياة بوجهها
من بعد أن
فقد الفتى أسرارها
مفتاحها
تكوينها
وعاد يلعن سحرها
بخداعها
بعذابها
تنتهي الأشياء ما بدت
تظهر الأوجاع ما ظهرت بنا
من خلف أحلام الشتاء الباردة
صاحت بنا أشواقنا
هيا إلى
ظُلَم ِ الخنادق نختبئ

وكر الظنون

يحتسون الهم قسرا
في الخديعة يرتعون
يهمسون كأن قلبي
صار وكرا للظنون
واستقر به الهوى
وبنا تطيرت العيون
تحدثوا وتحدثوا
فأي شيء يقصدون ؟
ليدفنوا الأحلام فينا
ما استطاعوا ويقتلون
هل بكينا كما أرادوا؟
أنستكين ويفرحون ؟
فلا تخافي حبيبتي
وصاحبي الطيف الحنون
ففي نفوسهم الهوى
ومن ورائنا يلهثون
فليقولوا كما يشاءوا
فما عساهم يفعلون
قد يرون الحب فينا
صار ضربا من جنون
لكنهم لم يعرفوا
من تكوني ومن أكون
ما ألذ الحب فينا
حين نحكى ويسمعون



يا قدس

أنا الطير الطــــليق جناحيا
ويومــى يفــــتدى أمـــسى
أفكارى تمــزق أعـــــماقى
وخيالى يثور على حــدسى
لأعـــيد تاريــخا مذلـــــولا
قد كان عـــزيزا بالأمـــس
فى عهد رقاب قد خضـعت
ونفـــوس تاقت للكــــرسى
والغدر جـــروجا قد غارت
والثأر تفـــــور به نفــــسى
والآن أصــــــيح أيا وطنى
باعوك اليـــــوم بنو جنسى
وأهنت بأرضـــك مذ بيعت
ما بين الجــنىّ والأنــــسى
فأقاموا الحـــد على صوتى
وأتمر القوم على حــــبسى
فرغم سجـــــنى وتـعذيبى
ونزع ســهاميا من قـوسى
سأغرد فـــوق شــــجيراتى
سأشـــدو بذلك فى عــرسى
وأقول إذا مـــادت أرضــى
أو آل الأمــــر إلى يأسى
أرفض أمركــتك يا وطنى
أرفض تهويك يا قـــــدسى




يوم الرحيل

لقد تأذن بالرحيل نذيركم
والقلب أضحى بالشكاية مفعما
يا دمعة باتت بعينى مسهد
وطول ليل بيد كونه مظلما
لا لست أبكى من فراقك إنما
أبكى على ماض توهج كلما
لاحت على الآفاق أطياف المنى
لما بدا وجه الزمان معاتبا
سهد تنصب حاكما فتحكما
ولن يعيد إلى المعذب ما مضى
من ذكريات كن هن بلاسما
لا شاكيات حين صرن بمعزل
عن صرح وهم فى الغرام تحطما
عن سمع مصغ ٍ أو لسان محدث
ألقى بنصح للذى لن يفهما
مستصرخات إن تعذر من يجب
عما أرادت فيه أن تستفهما
لن ينبئ الغادين قط بسركم
وإلا أصبح بعد ذلك آثما
شوقا أموت إذا فعلتم هكذا
ألقيت نفسى للمهالك مطمعا
ما عدت أذكر فى المحافل حسنكم
حتى أجد فى الضاد لفظا محكما
ما عدت أقسم فى الغرام بعشقكم
قسما تأبْى أن يبر ويقسما
فلن أموت بغير داء هواكم
ولن أقيم لغير ذلك مأتما

بلقيس

وأنا لا أكذب سيدتي
مادمت أحسك في ذاتي
لن أكذب أبدا مادمت ِ
ضوءا ينْصبُ بمرآتي
فهذى امرأة أعشقها
وتلك امرأة تعشقني
وهاهي بلقيس التي
عنى تراود أشعاري
سفن والموج تخطفها
وآلام تغزو حكاياتي
سأصير بحبك شيطانا
لضياع الأرض بخطوات ٍ
تجتث بقايا مخيلتي
تغتال ظنوني و أفكاري
بجنون تصرخ قائلة
تالله لأنت على عرشي
ملكا توجتك فامنحني
بقاءك وقتا بجواري
ثم قالت

ولتقل ما شئت عنى فإنني
موعودة بجنون شعرك يا فتى
كن أنت لي
مادمت تعلم أنني
أدنو لأجلك من تخوم منيتي
قد كنت لي
ماض وكنت نهايتي
قد كنتني
بل كنت أنت بدايتي
لأعود للماضي المزيف طائعا
لأرى الزمان ، وقد توارى أحبتي
وطنا غريبا في حياتك كنته
لألف حاك قد قصصت حكايتي
فهل عرفت من الحكاية من أنا؟
وهل علمت لم َ قصصت حكايتي
عَجِلْ بظعنك ما أردت فإنني
أنفاسك الحيرى
وريح سجائرك
تكاد تغزوني وتفنى بقيتي
تحت الضغوط أفر الآن من حب ٍ
وأستجير من الليالي بمثلها
هذا أنا
لم أستطيع درء المنى
كانت كذا أحوالنا فتبدلت
فوق الطريق مصاعب ومصاعب
أبانا 000 الذي

أبانا الذي تحت الثرى
انهض سريعا كي ترى
أنى لست بمفتر
ولن أكون لأخلفك
ومبادئي
لن تباع وتشترى
فغداً تفوح جرائم
في إثرها اقتتل الورى
0000
أبانا الذي تحت الثرى
هذى ممالكنا التى
ظلما تقاتل أهلها
وتصدعت أرجاؤها
ومدائني العذراء باتت ثيبا
أراها الآن حبلى
من ذكورة فقرها
من فحولة بؤسها
لم تجد ماء لتغسل عارها
ولكي تطهر نفسها
وشوارعي قد لطخت
بنوازع الشهوة
وليلى باعت قيسها
خاطت
ثياب الحزن ليلة عرسها
لتفوح من أوكارها
ريح الرزيلة والدنس
فسرْ بنفسك آثما
وسرْ بأهلك هاربا
تحت جنح من دجى
واخلع رداء برائتك
فلن تؤكد حجتك
فينا بقول خادع
واحفظ عليك خطيئتك
فأنا الذي
أفشيت سرك للورى
0000
أبانا الذي تحت الثرى
عصبت عيني بخرقة
ولست أنت بناصري
فقرآننا
إنجيلنا
يتلوهما
في المساجد عاكف
وفى الكنائس كاهن
كي لا أباع واشترى
أبانا الذي تحت الثرى
أنت الذي أنشأت لي
ملكا دعائمه امرأة
في حاضر قد لا يُرى
ومقبل قد لا يَرى
غير كسف من دجى
وبشارة حزن قادم
فقد أضعت مهابتك
وعباءتك
بيعت بأروقة الدنس
فانظر إلى فرق العسس
هم كالنسور الجارحة
تحوم من فوق الجيف
في كل صبح يرتشون
أو يفرشون
أجسادهم لكي تباع وتشترى
أبانا الذي تحت الثرى
من جاء بعدك كاره
سؤالنا الأزلي لك
حين اعتليت رقابنا
هل كنت حقا مجبرا
ولكي ترى
ما كان دونك ضائعا
ديننا
أعرافنا
لدى النخاس يطلب بيعها
ولكي ترى
أكاسبٌ في بيعه ؟.
أم كان بيعه خاسرا ؟
أبانا الذي تحت الثرى







رقم الإيداع
8597 / 2009

ليست هناك تعليقات: